تفسير: أرأيت الذي يكذب بالدين، الآية 1 من سورة الماعون

الآية 1 من سورة الماعون

قال تعالى: (أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ) [الماعون - الآية 1]

تفسير جلالين

«أرأيت الذي يُكذِّب بالدين» بالجزاء والحساب، أي هل عرفته وإن لم تعرفه.

تفسير السعدي

يقول تعالى ذامًا لمن ترك حقوقه وحقوق عبادة: أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ أي: بالبعث والجزاء، فلا يؤمن بما جاءت به الرسل.

تفسير بن كثير

مكيةيقول تعالى : أرأيت - يا محمد - الذي يكذب بالدين ؟ وهو : المعاد والجزاء.

تفسير الوسيط للطنطاوي

تفسير سورة الماعونمقدمة وتمهيد1- سورة «الماعون» تسمى- أيضا- سورة «أرأيت» وسورة «الدين» وسورة «التكذيب» وهي مكية في قول الجمهور، وقيل: هي مدنية.

قال الآلوسى: هي مكية في قول الجمهور.

وروى عن قتادة والضحاك أنها مدنية، وقال هبة الله المفسر الضرير: نزل نصفها- الأول- بمكة في العاص بن وائل، ونصفها- الثاني- بالمدينة في عبد الله بن أبى المنافق.

وعدد آياتها سبع آيات في المصحف العراقي، وست في المصاحف الباقية.

2- ومن أهدافها: التعجيب من حال المشركين، الذين كذبوا بالبعث، واعتدوا على اليتامى، وبخلوا بما آتاهم الله- تعالى- من فضله، وهجروا الصلاة، ومنعوا الزكاة.

فالاستفهام في قوله- سبحانه- أَرَأَيْتَ للتعجيب من حال هذا الإنسان الذي بلغ النهاية في الجهالة والجحود.

ولتشويق السامع إلى ما سيذكر بعد هذا الاستفهام.

والخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم ولكل من يصلح له.

أى: أخبرنى- أيها الرسول الكريم- أرأيت وعرفت أسوأ وأعجب من حال هذا الإنسان الذي يكذب بيوم الدين، أى: بيوم البعث والجزاء والحساب وينكر ما جئت به من عند ربك من حق وهداية.

مما لا شك فيه أن حال هذا الإنسان من أعجب الأحوال، وعاقبته من أسوأ العواقب.

والرؤية في قوله أَرَأَيْتَ يحتمل أن تكون بصرية، فتتعدى لواحد هو الاسم الموصول، كأنه- تعالى- قال: أأبصرت أسوأ وأعجب من هذا المكذب بيوم الدين.

ويحتمل أن تكون علمية، فتتعدى لاثنين، أولهما: الاسم الموصول والثاني: محذوف، والتقدير: أعرفت الذي يكذب بالدين من هو؟ إننا نحن الذين نعرفك صفاته، وهي:.

تفسير البغوي

مكية( أرأيت الذي يكذب بالدين ) قال مقاتل : نزلت في العاص بن وائل السهمي وقال السدي ومقاتل بن حيان وابن كيسان : في الوليد بن المغيرة.

قال الضحاك : في [ عمرو ] بن عائذ المخزومي.

وقال عطاء عن ابن عباس : في رجل من المنافقين.

ومعنى " يكذب بالدين " أي بالجزاء والحساب.

تفسير القرطبي

تفسير سورة الماعونوهي سبع آياتوهي مكية في قول عطاء وجابر وأحد قولي ابن عباس وغيره ومدنية في قول له آخر وهو قول قتادةبسم الله الرحمن الرحيمأرأيت الذي يكذب بالدينقوله تعالى : أرأيت الذي يكذب بالدين أي بالجزاء والحساب في الآخرة ; وقد تقدم في ( الفاتحة ).

وأرأيت بإثبات الهمزة الثانية ; إذ لا يقال في أرأيت : ريت ، ولكن ألف الاستفهام سهلت الهمزة ألفا ; ذكره الزجاج.

وفي الكلام حذف ; والمعنى : أرأيت الذي يكذب بالدين : أمصيب هو أم مخطئ.

واختلف فيمن نزل هذا فيه ; فذكر أبو صالح عن ابن عباس قال : نزلت في العاص بن وائل السهمي ; وقاله الكلبي ومقاتل.

وروى الضحاك عنه قال : نزلت في رجل من المنافقين.

وقال السدي : نزلت في الوليد بن المغيرة.

وقيل في أبي جهل.

الضحاك : في عمرو بن عائذ.

قال ابن جريج : نزلت في أبي سفيان ، وكان ينحر في كل أسبوع جزورا ، فطلب منه يتيم شيئا ، فقرعه بعصاه ; فأنزل الله هذه السورة.

تفسير الطبري

القول في تأويل قوله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه: أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1)يعني تعالى ذكره بقوله: (أرأيت الذي يكذب بالدين) أرأيت يا محمد الذي يكذّب بثواب الله وعقابه, فلا يطيعه في أمره ونهيه.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

*ذكر من قال ذلك:حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, في قوله: ( أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ) قال: الذي يكذّب بحكم الله عز وجلّ.

حدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء, عن ابن جُرَيج ( يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ) قال: بالحساب.

وذُكر أن ذلك في قراءة عبد الله: " أرأيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ الدِّينَ" فالباء في قراءته صلة, دخولها في الكلام وخروجها واحد.