تفسير: ولا تطع كل حلاف مهين، الآية 10 من سورة القلم

الآية 10 من سورة القلم

قال تعالى: (وَلَا تُطِعۡ كُلَّ حَلَّافٖ مَّهِينٍ) [القلم - الآية 10]

تفسير جلالين

«ولا تطع كل حلاف» كثير الحلف بالباطل «مهين» حقير.

تفسير السعدي

وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ أي: كثير الحلف، فإنه لا يكون كذلك إلا وهو كذاب، ولا يكون كذابًا إلا وهو مُهِينٌ أي: خسيس النفس، ناقص الهمة، ليس له همة في الخير، بل إرادته في شهوات نفسه الخسيسة.

تفسير بن كثير

ثم قال تعالى : ( ولا تطع كل حلاف مهين ) وذلك أن الكاذب لضعفه ومهانته إنما يتقي بأيمانه الكاذبة التي يجترئ بها على أسماء الله تعالى ، واستعمالها في كل وقت في غير محلها.

قال ابن عباس : المهين الكاذب.

وقال مجاهد : هو الضعيف القلب.

قال الحسن : كل حلاف : مكابر ، مهين : ضعيف.

تفسير الوسيط للطنطاوي

ثم يكرر - سبحانه - النهى للنبى صلى الله عليه وسلم عن طاعة كل حلاف مهين.

هماز مشاء بنميم.

فيقول : ( وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ.

هَمَّازٍ مَّشَّآءٍ بِنَمِيمٍ.

مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ.

عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ ).

وقد ذكر كثير من المفسرين أن هذه الآيات الكريمة ، نزلت فى الوليد بن المغيرة.

وقيل : إنها نزلت فى الأخنس بن شريق.

والآيات الكريمة يشمل النهى فيها كل من هذه صفاته ، ويدخل فيها الوليد بن المغيرة ، والأخنس بن شريف.

دخولا أوليا.

أى : ولا تطع - أيها الرسول الكريم - كل من كان كثير الحلف بالباطل ، وكل من كان مهينا ، أى : حقير ذليلا وضيعا.

من المهانة ، وهى القلة فى الرأى والتمييز.

تفسير البغوي

( ولا تطع كل حلاف مهين ) كثير الحلف بالباطل.

قال [ مقاتل : يعني ] الوليد بن المغيرة.

وقيل : الأسود بن عبد يغوث.

وقال عطاء : الأخنس بن شريق ( مهين ) ضعيف حقير.

قيل : هو فعيل من المهانة وهي قلة الرأي والتمييز.

وقال ابن عباس : كذاب.

وهو قريب من الأول لأن الإنسان إنما يكذب لمهانة نفسه عليه.

تفسير القرطبي

يعني الأخنس بن شريق ; في قول الشعبي والسدي وابن إسحاق.

وقيل : الأسود بن عبد يغوث ، أو عبد الرحمن بن الأسود ; قاله مجاهد.

وقيل : الوليد بن المغيرة ، عرض على النبي صلى الله عليه وسلم مالا وحلف أن يعطيه إن رجع عن دينه ; قاله مقاتل.

وقال ابن عباس : هو أبو جهل بن هشام.

والحلاف : الكثير الحلف.

والمهين : الضعيف القلب ; عن مجاهد.

ابن عباس : الكذاب.

والكذاب مهين.

وقيل : المكثار في الشر ; قاله الحسن وقتادة.

وقال الكلبي : المهين الفاجر العاجز.

وقيل : معناه الحقير عند الله.

وقال ابن شجرة : إنه الذليل.

الرماني : المهين الوضيع لإكثاره من القبيح.

وهو فعيل من المهانة بمعنى القلة.

وهي هنا القلة في الرأي والتمييز.

أو هو فعيل بمعنى مفعل ; والمعنى مهان.

تفسير الطبري

وقوله: ( وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلافٍ مَهِينٍ ) ولا تطع يا محمد كلّ ذي إكثار للحلف بالباطل؛( مَهِين ) : وهو الضعيف.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

غير أن بعضهم وجَّه معنى المهين إلى الكذّاب، وأحسبه فعل ذلك لأنه رأى أنه إذا وصف بالمهانة فإنما وصف بها لمهانة نفسه كانت عليه، وكذلك صفة الكذوب، إنما يكذب لمهانة نفسه عليه.

* ذكر من قال ذلك:حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: ( وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلافٍ مَهِينٍ ) والمهين: الكذاب.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( حَلافٍ مَهِينٍ ) قال: ضعيف.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلافٍ مَهِينٍ ) وهو المكثار في الشرّ.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الحسن، في قوله: ( كُلَّ حَلافٍ مَهِينٍ ) يقول: كلّ مكثار في الحلف مهين ضعيف.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن سعيد، عن الحسن وقتادة: ( وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلافٍ مَهِينٍ ) قال: هو المكثار في الشرّ.