تفسير: يا أيها الذين آمنوا…، الآية 10 من سورة الصف

الآية 10 من سورة الصف

قال تعالى: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰ تِجَٰرَةٖ تُنجِيكُم مِّنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ) [الصف - الآية 10]

تفسير جلالين

«يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم» بالتخفيف والتشديد «من عذاب أليم» مؤلم، فكأنهم قالوا نعم فقال:.

تفسير السعدي

هذه وصية ودلالة وإرشاد من أرحم الراحمين لعباده المؤمنين، لأعظم تجارة، وأجل مطلوب، وأعلى مرغوب، يحصل بها النجاة من العذاب الأليم، والفوز بالنعيم المقيم.

تفسير بن كثير

تقدم في حديث عبد الله بن سلام أن الصحابة ، رضي الله عنهم ، أرادوا أن يسألوا عن أحب الأعمال إلى الله عز وجل ليفعلوه ، فأنزل الله هذه السورة ، ومن جملتها هذه الآية : ( يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ) ثم فسر هذه التجارة العظيمة التي لا تبور ، والتي هي محصلة للمقصود ، ومزيلة للمحذور فقال.

تفسير الوسيط للطنطاوي

وهذه الآيات الكريمة جواب عما قاله بعض المؤمنين لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لو نعلم أى الأعمال أحب إلى الله لعملناها، كما سبق.

أن ذكرنا في سبب قوله- تعالى-: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ.

فكأنه- سبحانه- بعد أن نهاهم عن أن يقولوا قولا، تخالفه أفعالهم، وضرب لهم الأمثال بجانب من قصة موسى وعيسى- عليهما السلام- وبشرهم بظهور دينهم على سائر الأديان.

بعد كل ذلك أرشدهم إلى أحب الأعمال إليه- سبحانه- فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ.

والتجارة في الأصل معناها: التصرف في رأس المال، وتقليبه في وجوه المعاملات المختلفة، طلبا للربح.

تفسير البغوي

( يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم ).

قرأ ابن عامر " تنجيكم " بالتشديد والآخرون بالتخفيف ( من عذاب أليم ).

نزل هذا حين قالوا : لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله - عز وجل - لعملناه وجعل ذلك بمنزلة التجارة لأنهم يربحون بها رضا الله ونيل جنته والنجاة من النار.

تفسير القرطبي

قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة قال مقاتل : نزلت في عثمان بن مظعون ; وذلك أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : لو أذنت لي فطلقت خولة ، وترهبت واختصيت وحرمت اللحم ، ولا أنام بليل أبدا ، ولا أفطر بنهار أبدا ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن من سنتي النكاح ، ولا رهبانية في الإسلام ، إنما رهبانية أمتي الجهاد في سبيل الله ، وخصاء أمتي الصوم ، ولا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم.

ومن سنتي أنام وأقوم ، وأفطر وأصوم ، فمن رغب عن سنتي فليس مني ".

فقال عثمان : والله لوددت يا نبي الله أي التجارات أحب إلى الله فأتجر فيها ; فنزلت.

وقيل : " أدلكم " أي سأدلكم.

والتجارة الجهاد ; قال الله تعالى : إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم الآية.

وهذا خطاب لجميع المؤمنين.

وقيل : لأهل الكتاب.

قوله تعالى : " تجارة " أي تخلصكم ، وقراءة العامة تنجيكم بإسكان النون من الإنجاء.

وقرأ الحسن وابن عامر وأبو حيوة " تنجيكم " مشددا من التنجية ، ثم بين التجارة وهي المسألة.

تفسير الطبري

يقول تعالى ذكره: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ) موجع، وذلك عذاب جهنم؛ ثم بين لنا جلّ ثناؤه ما تلك التجارة التي تنجينا من العذاب الأليم، فقال: ( تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ) محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم.