تفسير: يأتوك بكل ساحر عليم، الآية 112 من سورة الأعراف

الآية 112 من سورة الأعراف

قال تعالى: (يَأۡتُوكَ بِكُلِّ سَٰحِرٍ عَلِيمٖ) [الأعراف - الآية 112]

تفسير جلالين

«يأتوك بكل ساحر» وفي قراءة سحَّار «عليم» بفضل موسى في علم السحر فجمعوا.

تفسير السعدي

تفسير الآيتين 111 و 112 : فحينئذ انعقد رأيهم إلى أن قالوا لفرعون: أَرْجِهْ وَأَخَاهُ أي: احبسهما وأمهلهما، وابعث في المدائن أناسا يحشرون أهل المملكة ويأتون بكل سحار عليم، أي: يجيئون بالسحرة المهرة، ليقابلوا ما جاء به موسى، فقالوا: يا موسى اجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى.

قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى * فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى.

تفسير بن كثير

كما أخبر تعالى عن فرعون حيث قال : ( قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى.

فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى ) [ طه : 57 - 60 ] وقال تعالى هاهنا :.

تفسير الوسيط للطنطاوي

يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ.

تفسير البغوي

فذلك قوله : ( يأتوك بكل ساحر عليم ) قرأ حمزة والكسائي : " سحار " هاهنا وفي سورة يونس ، ولم يختلفوا في الشعراء أنه " سحار ".

قيل : الساحر : الذي يعلم السحر ولا يعلم ، والسحار : الذي يعلم ، وقيل : الساحر من يكون سحره في وقت دون وقت ، والسحار من يديم السحر.

قال ابن عباس وابن إسحاق والسدي : قال فرعون لما رأى من سلطان الله في العصا ما رأى : إنا لا نغالب إلا بمن هو أعلم منه ، فاتخذ غلمانا من بني إسرائيل فبعث بهم إلى قرية يقال لها الفرحاء يعلمونهم السحر ، فعلموهم سحرا كثيرا ، وواعد فرعون موسى موعدا فبعث إلى السحرة فجاءوا ومعلمهم معهم ، فقال له : ماذا صنعت؟ قال : قد علمتهم سحرا لا يطيقه سحرة أهل الأرض إلا أن يكون أمرا من السماء ، فإنه لا طاقة لهم به ، ثم بعث فرعون في مملكته فلم يترك في سلطانه ساحرا إلا أتى به.

واختلفوا في عددهم ، فقال مقاتل : كانوا اثنين وسبعين ، اثنان من القبط ، وهما رأسا القوم ، وسبعون من بني إسرائيل.

وقال الكلبي : كان الذين يعلمونهم رجلين مجوسيين من أهل نينوى ، وكانوا سبعين غير رئيسهم.

وقال كعب : كانوا اثني عشر ألفا.

وقال السدي : كانوا بضعة وثلاثين ألفا.

وقال عكرمة : كانوا سبعين ألفا.

وقال محمد بن المنكدر : كانوا ثمانين ألفا ، وقال مقاتل : كان رئيس السحرة شمعون.

وقال ابن جريج : رئيس السحرة يوحنا.

تفسير القرطبي

يأتوك جزم ; لأنه جواب الأمر ولذلك حذفت منه النون.

قرأ أهل الكوفة إلا عاصما ( بكل سحار ) وقرأ سائر الناس ساحر وهما متقاربان ; إلا أن فعالا أشد مبالغة.

تفسير الطبري

القول في تأويل قوله : يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (112)قال أبو جعفر: وهذا خبر من الله جل ثناؤه عن مشورة الملأ من قوم فرعون على فرعون, أن يرسل في المدائن حاشرين يحشرون كل ساحر عليم.

* * *=وفي الكلام محذوف، اكتفى بدلالة الظاهر من إظهاره, وهو: فأرسل في المدائن حاشرين، يحشرون السحرة.

* * *.