الآية 151 من سورة الشعراء
قال تعالى: (وَلَا تُطِيعُوٓاْ أَمۡرَ ٱلۡمُسۡرِفِينَ) [الشعراء - الآية 151]
تفسير جلالين
«ولا تطيعوا أمر المسرفين».
تفسير السعدي
وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ الذين تجاوزوا الحد.
تفسير بن كثير
( ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون ) يعني : رؤساءهم وكبراءهم ، الدعاة لهم إلى الشرك والكفر ، ومخالفة الحق.
تفسير الوسيط للطنطاوي
ثم نهاهم عن طاعة المفسدين في الأرض بعد أن أمرهم بتقوى الله فقال: وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ.
الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ.
أى: اجعلوا طاعتكم لله- تعالى- وحده، ولى بصفتى رسوله إليكم، واتركوا طاعة زعمائكم وكبرائكم المسرفين في إصرارهم على الكفر والجحود والذين من صفاتهم أنهم يفسدون في الأرض فسادا لا يخالطه إصلاح.
قال الآلوسى: قوله: وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ.
كأنه عنى بالخطاب جمهور قومه.
وبالمسرفين كبراءهم في الكفر والإضلال.
وكانوا تسعة رهط.
والإسراف: تجاوز الحد في كل أمر.
والمراد به هنا: زيادة الفساد.
والمراد بالأرض: أرض ثمود.
وقيل: الأرض كلها.
ولما كان قوله يُفْسِدُونَ لا ينافي إصلاحهم أحيانا، أردفه بقوله- تعالى-: وَلا يُصْلِحُونَ لبيان كمال إفسادهم.
وأنه لم يخالطه إصلاح أصلا.
تفسير البغوي
( ولا تطيعوا أمر المسرفين ) قال ابن عباس : المشركين.
وقال مقاتل : هم التسعة الذين عقروا الناقة.
تفسير القرطبي
ولا تطيعوا أمر المسرفين قيل : المراد الذين عقروا الناقة.
وقيل : التسعة الرهط الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون.
قال السدي وغيره : أوحى الله تعالى إلى صالح : إن قومك سيعقرون ناقتك ; فقال لهم ذلك ، فقالوا : ما كنا لنفعل.
فقال لهم صالح : إنه سيولد في شهركم هذا غلام يعقرها ويكون هلاككم على يديه ; فقالوا : لا يولد في هذا الشهر ذكر إلا قتلناه.
فولد لتسعة منهم في ذلك الشهر فذبحوا أبناءهم ، ثم ولد للعاشر فأبى أن يذبح ابنه وكان لم يولد له قبل ذلك.
وكان ابن العاشر أزرق أحمر فنبت نباتا سريعا ; وكان إذا مر بالتسعة فرأوه قالوا : لو كان أبناؤنا أحياء لكانوا مثل هذا.
وغضب التسعة على صالح ; لأنه كان سبب قتلهم أبناءهم فتعصبوا وتقاسموا بالله لنبيتنه وأهله.
قالوا : نخرج إلى سفر فترى الناس سفرنا فنكون في غار ، حتى إذا كان الليل وخرج صالح إلى مسجده أتيناه فقتلناه ، ثم قلنا ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون ; فيصدقوننا ويعلمون أنا قد خرجنا إلى سفر.
وكان صالح لا ينام معهم في القرية وكان يأوي إلى مسجده ، فإذا أصبح أتاهم فوعظهم ، فلما دخلوا الغار أرادوا أن يخرجوا فسقط عليهم الغار فقتلهم ، فرأى ذلك ناس ممن كان قد اطلع على ذلك ، فصاحوا في القرية : يا عباد الله ! أما رضي صالح أن أمر بقتل أولادهم حتى قتلهم ; فأجمع أهل القرية على قتل الناقة.
وقال ابن إسحاق : إنما اجتمع التسعة على سب صالح بعد عقرهم الناقة وإنذارهم بالعذاب على ما يأتي بيانه في سورة ( النمل ) إن شاء الله تعالى.
تفسير الطبري
يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل صالح لقومه من ثمود: لا تطيعوا أيها القوم أمر المسرفين على أنفسهم في تماديهم في معصية الله, واجترائهم على سخطه.