تفسير: ولا يستثنون، الآية 18 من سورة القلم

الآية 18 من سورة القلم

قال تعالى: (وَلَا يَسۡتَثۡنُونَ) [القلم - الآية 18]

تفسير جلالين

«ولا يستثنون» في يمينهم بمشيئة الله تعالى والجملة مستأنفة، أي وشأنهم ذلك.

تفسير السعدي

أقسموا وحلفوا من غير استثناء، أنهم سيصرمونها أي: يجذونها مصبحين، ولم يدروا أن الله بالمرصاد، وأن العذاب سيخلفهم عليها، ويبادرهم إليها.

تفسير بن كثير

أي فيما حلفوا به.

تفسير الوسيط للطنطاوي

( وَلاَ يَسْتَثْنُونَ ) أى : دون أن يجعلوا شيئا - ولو قليلا - من ثمار هذا البستان للمتحاجين ، الذين أوجب الله - تعالى - لهم حقوقا فى تلك الثمار.

وقيل معنى ( وَلاَ يَسْتَثْنُونَ ) ولم يقولوا إن شاء الله ، كما قال - تعالى - : ( فَطَافَ عَلَيْهَا طَآئِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَآئِمُونَ.

فَأَصْبَحَتْ كالصريم ).

تفسير البغوي

( ولا يستثنون ) ولا يقولون إن شاء الله.

تفسير القرطبي

ولا يستثنون أي ولم يقولوا إن شاء الله.

وقال مجاهد : كان حرثهم عنبا ولم يقولوا إن شاء الله.

وقال أبو صالح : كان استثناؤهم قولهم سبحان الله ربنا.

وقيل : معنى ولا يستثنون أي لا يستثنون حق المساكين ; قاله عكرمة.

تفسير الطبري

( وَلا يَسْتَثْنُونَ ) : ولا يقولون إن شاء الله.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:حدثنا هناد بن السريّ، قال: ثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن عكرمة، في قوله: لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ قال: هم ناس من الحبشة كانت لأبيهم جنة كان يطعم المساكين منها، فلما مات أبوهم، قال بنوه: والله إن كان أبونا لأحمق حين يُطعم المساكين، فاقسموا ليصرمنها مصبحين، ولا يستثنون، ولا يطعمون مسكينا.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: ( لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ ) قال: كانت الجنة لشيخ، وكان يتصدَّق، فكان بنوه ينهونه عن الصدقة، وكان يمسك قوت سنته، وينفق ويتصدَّق بالفضل؛ فلما مات أبوهم غدوا عليها فقالوا: لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ.

وذُكر أن أصحاب الجنة كانوا أهل كتاب.

* ذكر من قال ذلك:حدثنا محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا ).

الآية، قال: كانوا من أهل الكتاب ، والصرم: القطع، وإنما عنى بقوله: ( لَيَصْرِمُنَّهَا ) لَيَجُدُّنّ ثمرتها؛ ومنه قول امرئ القيس:صَرَمَتْكَ بَعْدَ ما تَوَاصُلٍ دَعْدُوَبَدا لِدَعْدٍ بعضُ ما يَبْدُو (2)---------------------الهوامش :(2) ‌نسب المؤلف البيت إلى امرئ القيس، ولم أجده في مختار الشعر الجاهلي، ولا في العقد السمين، ولعله لغير امرئ القيس بن حجر الكندي من المراقسة.

أنشده المؤلف شاهدا على أن الصرم في قوله تعالى: ( ليصرمنها ) بمعنى: القطع.

وفي (اللسان : صرم) الصرم : القطع البائن.

وعم به بعضهم القطع أي نوع كان.

ا ه.