تفسير: سبحان ربك رب العزة عما يصفون، الآية 180 من سورة الصافات

الآية 180 من سورة الصافات

قال تعالى: (سُبۡحَٰنَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلۡعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ) [الصافات - الآية 180]

تفسير جلالين

«سبحان ربك رب العزة» الغلبة «عما يصفون» بأن له ولدا.

تفسير السعدي

ولما ذكر في هذه السورة، كثيرا من أقوالهم الشنيعة، التي وصفوه بها، نزه نفسه عنها.

سُبْحَانَ رَبِّكَ أي: تنزه وتعالى رَبِّ الْعِزَّةِ [أي:] الذي عز فقهر كل شيء، واعتز عن كل سوء يصفونه به.

تفسير بن كثير

ينزه تعالى نفسه الكريمة ويقدسها ويبرئها عما يقوله الظالمون المكذبون المعتدون - تعالى وتقدس عن قولهم علوا كبيرا - ولهذا قال : ( سبحان ربك رب العزة ) ، أي : ذي العزة التي لا ترام ، ( عما يصفون ) أي : عن قول هؤلاء المعتدين المفترين.

تفسير الوسيط للطنطاوي

( سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العزة عَمَّا يَصِفُونَ ) أى : تنزه وتقدس ربك - أيها الرسول الكريم - عما وصفه به الواصفون الجاهلون من صفات لا تليق بذاته.

وقوله ( رَبِّ العزة عَمَّا يَصِفُونَ ) بدل من ربك : أى هو صاحب العزة والغلبة والقوة التى لا يقف أمام قوتها شئ والتى لا يملكها أحد سواه.

تفسير البغوي

( سبحان ربك رب العزة ) الغلبة والقوة ، ( عما يصفون ) من اتخاذ الصاحبة والأولاد.

تفسير القرطبي

قوله تعالى : سبحان ربك نزه سبحانه نفسه عما أضاف إليه المشركون.

" رب العزة " على البدل.

ويجوز النصب على المدح ، والرفع بمعنى هو رب العزة.

عما يصفون أي من الصاحبة والولد.

وسئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن معنى سبحان الله فقال : هو تنزيه الله عن كل سوء وقد مضى في [ البقرة ] مستوفى.

الثانية : سئل محمد بن سحنون عن معنى رب العزة لم جاز ذلك والعزة من صفات الذات ، ولا يقال رب القدرة ونحوها من صفات ذاته - جل وعز - ؟ فقال : العزة تكون صفة ذات وصفة فعل ، فصفة الذات نحو قوله : فلله العزة جميعا وصفة الفعل نحو قوله : رب العزة والمعنى رب العزة التي يتعاز بها الخلق فيما بينهم ، فهي من خلق الله عز وجل.

قال : وقد جاء في التفسير إن العزة هاهنا يراد بها الملائكة.

قال : وقال بعض علمائنا : من حلف بعزة الله فإن أراد عزته التي هي صفته فحنث فعليه الكفارة ، وإن أراد التي جعلها الله بين عباده فلا كفارة عليه.

الماوردي : رب العزة يحتمل وجهين : أحدهما : مالك العزة ، والثاني : رب كل شيء متعزز من ملك أو متجبر.

قلت : وعلى الوجهين فلا كفارة إذا نواها الحالف.

الثالثة : روي من حديث أبى سعيد الخدري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول قبل أن يسلم : سبحان ربك رب العزة إلى آخر السورة ، ذكره الثعلبي.

قلت : قرأت على الشيخ الإمام المحدث الحافظ أبي علي الحسن بن محمد بن محمد بن محمد بن عمروك البكري بالجزيرة قبالة المنصورة من الديار المصرية ، قال : أخبرتنا الحرة أم المؤيد زينب بنت عبد الرحمن بن الحسن الشعري بنيسابور في المرة الأولى ، أخبرنا أبو محمد إسماعيل بن أبي بكر القارئ ، قال حدثنا أبو الحسن عبد القادر بن محمد الفارسي ، قال حدثنا أبو سهل بشر بن أحمد الإسفراييني ، قال حدثنا أبو سليمان داود بن الحسين البيهقي ، قال حدثنا أبو زكرياء يحيى بن يحيى بن عبد الرحمن التميمي النيسابوري ، قال حدثنا هشيم عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير مرة ولا مرتين يقول في آخر صلاته أو حين ينصرف سبحان ربك رب العزة عما يصفون.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون.

وسلام على المرسلين.

والحمد لله رب العالمين.

قال الماوردي : روى الشعبي قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى من الأجر يوم القيامة فليقل آخر مجلسه حين يريد أن يقوم : سبحان ربك رب العزة عما يصفون.

وسلام على المرسلين.

والحمد لله رب العالمين.

ذكره الثعلبي من حديث علي - رضي الله عنه - مرفوعا.

تفسير الطبري

وقوله ( سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ) يقول تعالى ذكره تنزيها لربك يا محمد وتبرئة له.

( رَبِّ الْعِزَّةِ ) يقول: ربّ القوّة والبطش ( عَمَّا يَصِفُونَ ) يقول: عمَّا يصف هؤلاء المفترون عليه من مشركي قريش، من قولهم ولد الله، وقولهم: الملائكة بنات الله، وغير ذلك من شركهم وفريتهم على ربهم.

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ) : أي عما يكذبون يسبح نفسه إذا قيل عليه البهتان.