تفسير: ما الحاقة، الآية 2 من سورة الحاقة

الآية 2 من سورة الحاقة

قال تعالى: (مَا ٱلۡحَآقَّةُ) [الحاقة - الآية 2]

تفسير جلالين

«ما الحاقة» تعظيم لشأنها، وهو مبتدأ وخبر الحاقة.

تفسير السعدي

الْحَاقَّةُ من أسماء يوم القيامة، لأنها تحق وتنزل بالخلق، وتظهر فيها حقائق الأمور، ومخبآت الصدور، فعظم تعالى شأنها وفخمه، بما كرره من قوله: الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ فإن لها شأنا عظيما وهولا جسيما، [ومن عظمتها أن الله أهلك الأمم المكذبة بها بالعذاب العاجل].

تفسير بن كثير

الحاقة من أسماء يوم القيامة ; لأن فيها يتحقق الوعد والوعيد ;.

تفسير الوسيط للطنطاوي

ولفظ «الحاقة» مبتدأ، و «ما» مبتدأ ثان، ولفظ الحاقة الثاني، خبر المبتدأ الثاني، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره، خبر المبتدأ الأول.

قال القرطبي ما ملخصه: قوله- تعالى-: الْحَاقَّةُ.

مَا الْحَاقَّةُ يريد القيامة، سميت بذلك: لأن الأمور تحق فيها.

وقيل سميت بذلك، لأنها تكون من غير شك.

أو لأنها أحقت لأقوام الجنة، ولأقوام النار، أو لأن فيها يصير كل إنسان حقيقا بجزاء عمله، أو لأنها تحق كل محاق في دين الله بالباطل.

أى: تبطل حجة كل مخاصم في دين الله بالباطل- يقال: حاققته فحققته فأنا أحقّه، إذا غالبته فغلبته.

والتّحاق التخاصم، والاحتقاق: الاختصام.

تفسير البغوي

( ما الحاقة ) هذا استفهام معناه التفخيم لشأنها كما يقال : زيد ما زيد على التعظيم لشأنه.

تفسير القرطبي

قوله تعالى : الحاقة ما الحاقة يريد القيامة ; سميت بذلك لأن الأمور تحق فيها ; قاله الطبري.

كأنه جعلها من باب " ليل نائم ".

وقيل : سميت حاقة لأنها تكون من غير شك.

وقيل : سميت بذلك لأنها أحقت لأقوام الجنة ، وأحقت لأقوام النار.

وقيل : سميت بذلك لأن فيها يصير كل إنسان حقيقا بجزاء عمله.

وقال الأزهري : يقال حاققته فحققته أحقه ; أي غالبته فغلبته.

فالقيامة حاقة لأنها تحق كل محاق في دين الله بالباطل ; أي كل مخاصم.

وفي الصحاح : وحاقه أي خاصمه وادعى كل واحد منهما الحق ; فإذا غلبه قيل حقه.

ويقال للرجل إذا خاصم في صغار الأشياء : إنه لنزق الحقاق.

ويقال : ماله فيه حق ولا حقاق ; أي خصومة.

والتحاق التخاصم.

والاحتقاق : الاختصام.

والحاقة والحقة والحق ثلاث لغات بمعنى.

وقال الكسائي والمؤرج : الحاقة يوم الحق.

وتقول العرب : لما عرف الحقة مني هرب.

والحاقة الأولى رفع بالابتداء ، والخبر المبتدأ الثاني وخبره وهو ما الحاقة لأن معناها ما هي.

واللفظ استفهام ، معناه التعظيم والتفخيم لشأنها ; كما تقول : زيد ما زيد على التعظيم لشأنه.

تفسير الطبري

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: ( الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقة ) و الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ والواقِعةُ، والطَّامَّة، والصَّاخَّة قال: هذا كله يوم القيامة الساعة، وقرأ قول الله: لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ * خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ والخافضة من هؤلاء أيضا خفضت أهل النار، ولا نعلم أحدا أخفض من أهل النار، ولا أذل ولا أخزى؛ ورفعت أهل الجنة، ولا نعلم أحدا أشرف من أهل الجنة ولا أكرم.